تجارب الذكاء الاصطناعي المتاحة عبر واتساب — بين التفاعل والخصوصية

بات بإمكان مستخدمي واتساب اليوم الاستفادة من مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة  Meta ، ودمجتها داخل التطبيق نفسه، لجعل المحادثة أكثر تفاعلية وفائدة. تشمل هذه الأدوات مساعدًا ذكيًا للرد على الأسئلة، إنشاء الصور عبر الذكاء الاصطناعي، وبوتات متخصصة من المستخدمين، بالإضافة إلى ميزات بحث ذكي داخل التطبيق.

بعد هذه الخطوة، أعلنت واتساب عن ميزة جديدة ضمن إطار “الخصوصية المتقدمة للمحادثة” (Advanced Chat Privacy)، التي تقول إنها تهدف إلى تعزيز حماية المحادثات الحساسة داخل التطبيق، سواء في الدردشات الفردية أو المجموعات. هذه الميزة تتيح فرض قيود إضافية لمنع تصدير المحادثات أو تنزيل الوسائط تلقائيًا، إضافة إلى منع استخدام الرسائل في ميزات الذكاء الاصطناعي، وتدعي أنها ستمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في خصوصيتهم.

 

فكيف تتعامل واتساب وMeta مع بياناتك؟

تدعي واتساب، اعتمادها على التشفير التام بين الطرفين (end-to-end encryption)  لحماية محتوى الرسائل والمكالمات. وتقول أن الرسائل تُشفّر على جهاز المرسل ولا يمكن فك تشفيرها إلا على جهاز المستقبل، ولا يمكن حتى لواتساب نفسها قراءتها. مع ذلك، فإنها تُجمع بعض البيانات الوصفية (مثل: توقيت الرسائل، وأرقام الهواتف، واستخدام التطبيق) وتُخزن لأغراض تحليلية أو أمنية أو لتحسين الخدمة. ويثير هذا القلق لدى المستخدمين، خصوصًا أن Meta  معروفة بجمع كميات كبيرة من البيانات عبر تطبيقاتها الأخرى مثل فيسبوك وإنستغرام.

 

تجارب الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليًا في واتساب

  1. Meta AI – المساعد الذكي:

يمكن مناداته داخل المحادثات أو المجموعات بـ @Meta AI. يجيب على الأسئلة باستخدام نماذج لغوية متقدمة، ويدعم عدة لغات من بينها العربية.

 

  1. شخصيات الذكاء الاصطناعي من المستخدمين:

تتيح للمطورين إنشاء “بوتات ذكية” متخصصة في مجالات معينة، مثل وصفات الطبخ أو النصائح الصحية.

 

  1. إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي:

يمكنك طلب صورة عبر وصف نصي، ليقوم الذكاء الاصطناعي بإنشائها وإدراجها داخل المحادثة.

 

  1. البحث الذكي داخل التطبيق:

دمج Meta AI في شريط البحث لتقديم ملخصات أو اقتراحات ذكية للمحتوى.

 

” تجمع Meta كميات هائلة من بيانات المستخدمين عبر تطبيقاتها المختلفة، مما يثير مخاوف جدية حول فقدان الخصوصية واستخدام هذه المعلومات بشكل مكثف للإعلانات المستهدفة وربط البيانات بين منصاتها بشكل قد يصعب السيطرة عليه. “

ميزة “الخصوصية المتقدمة للمحادثة ” (Advanced Chat Privacy)

طرحت واتساب مؤخرًا إعدادًا جديدًا باسم “الخصوصية المتقدمة للمحادثة” لتعزيز السيطرة على خصوصية المحادثات الفردية والجماعية. عند تفعيل هذا الخيار، يُمنع الأعضاء من تصدير المحادثات، أو تنزيل الوسائط تلقائيًا إلى أجهزتهم، أو استخدام الرسائل في ميزات الذكاء الاصطناعي. وتدعي واتساب أن هذه الميزة تمنح المشاركين أمانًا إضافيًا، خاصة في المجموعات التي تضم أفرادًا لا يعرفون بعضهم عن قرب، مثل مجموعات الدعم الصحي أو المبادرات المجتمعية. يمكن تفعيل الميزة عبر الضغط على اسم الدردشة ثم اختيار “الخصوصية المتقدمة”. ولا تزال هذه الميزة في إصدارها الأول مع خطط لإضافة مزايا حماية إضافية مستقبلًا.

 

ما المخاوف الأساسية؟

رغم الإجراءات المذكورة، هناك عدة نقاط ينبغي الانتباه لها:

  • الذكاء الاصطناعي يُخزن رسائلك لتحسين جودة الردود، دون شفافية كافية بشأن الاستخدام.
  • يُستخدم سجل التفاعل لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية.
  • يتم تحليل البيانات الحساسة أو الشخصية ضمن مجموعات البيانات التي تجمعها واتساب، مما قد يؤدي إلى استخدام معلومات خاصة دون تفصيل دقيق أو موافقة واضحة.

تكامل الحسابات عبر مركز  Meta (فيسبوك وإنستغرام) قد يؤدي إلى استخدام بياناتك بشكل أوسع مما قد يؤثر على خصوصيتك.

 

أخيرًا حتى الآن، لا يوجد دليل تقني علني يثبت أن Meta تتجاوز التشفير أو تطلع على محادثاتك المشفرة دون إذن

لكن إن كنت صحفيًا، ناشطًا، أو تتعامل مع معلومات حساسة للغاية، فمن الأفضل استخدام تطبيقات مفتوحة المصدر مثل Signal، التي توفر مستوى أعلى من الشفافية والخصوصية.

المستشار الإعلامي مهند سامر

تاريخ النشر: 07-2025