كيف يتم بناء الرسالة الإعلامية؟

الرسالة الإعلامية المصورة، كيف يتم البناء؟
ما مدى أهمية بناء الرسالة الإعلامية وخصوصًا لخدمة القضايا، وعلى سبيل الأهمية الرسائل المصورة منها; حيث أصبح كل حامل لهاتف ذكي هو صانع لمحتوى ورسالة إعلامية وربما الإنفلونسرالشهير القادم أو الصانع الذكي لها!

بينا يقضي الناس في الحال الطبيعي وقتًا مع وسائل الإعلام الرقمي والتلفزيوني أكثر مما يقضونه في أي نشاط آخر; أكدت الأبحاث أن وسائل الإعلام تؤثرعلى معتقدات الأطفال والبالغين وسلوكياتهم من حيث نبذ قضية أو الإيمان بها ومعظم جوانب الحياة إن لم يكن كلها, كل هذا تبعًا لأهداف بُناة ومطلقي الرسائل الإعلامية.

الرسالة الإعلامية هي كل المضامين في المحتوى الإعلامي (الرقمي وغيره) وكل ما يصنعه صاحب الرسالة ليعبر بها عن أهدافه، فهي النصوص والمعلومات التي يقدمها، والنتائج التي يخرج بها، والأحكام التي يوجه الجمهور لها, لإطلاقها أو اقتراحها

توظيف القيمة واختيار الجمهور

إن  تحليل أي رسالة يتم من خلال معرفة المنشئ الذي قام بصناعة ذلك المحتوى ومن يستهدف من شرائح الجمهور. وكيف وظف المنشِئ عناصر ذلك المحتوى كالكلمات, الصور, الأصوات وغيرها.. ومن ثم اكتشاف ومعرفة قيم المنشئ وتحيزاته ووجهة نظره, وما هو المعنى الخفي لتلك الرسالة أو الرسائل الموجهة إلى عقلنا الباطن ومشاعرنا وما هي الأحاسيس التي أرادها منشئ تلك الرسالة أن تصل إلى الجمهور.

حيث يتم تحديد الجمهور المستهدف من الرسالة الإعلامية وفقًا لعدة خيارات كالعمر,الجنس, الطبقة الاجتماعية, الاهتمامات, أو غيرها من التفاصيل.. كل ذلك من أجل أهم حلقة في عملية التواصل وصناعة الرسالة الإعلامية وهم الشريحة المستهدفة. حيث يتم تحديد تلك الفئة بدقة ثم إيجاد نقاط التفاهم المشتركة ومن خلالها فهم الجمهور فهمًا دقيقًا لتحديد مضامين ووسائل تناسب تلك الفئة, واستخدام النصوص وصنع المحتوى يسعى لإقامة روابط اتصال إيجابية معهم.

الوسيلة هي وعاء يحمل الرسالة الإعلامية ويؤثر فيها، فإما أن يزيد أو يقلل من فعاليتها!

لإيصال الفكرة أوإقناعك بها من خلال الرسالة الإعلامية التي تتلقاها يتم استخدام ثلاث وسائل وهي ثلاثة مفاهيم قد تأتي مجتمعة أو يكون بعضها أو جزء منها في الرسالة الواحدة; وهي (Ethos  – Pathos  –  Logos )  أو المصداقية, المشاعر, المنطق. يتم اختيارها بشكل يتناسب مع الرسالة والفكرة والمضمون، والهدف الذي يسعى صانع الرسالة لتحقيقه.

بإيجاز; ثلاثة أوعية بثلاث وسائل:

– العاطفة “Pathos وهي تقنية إعلامية تستخدم لإقناع الجمهور من خلال استخدام المشاعر والقيم العاطفية، يتم من خلال استخدامها عرض نغمات عاطفية مختلفة, حيث إن الغرض من استخدام العواطف هو إقناع الجمهور بالشعور بما أراد صانع المحتوى أن يشعر به.

– المصداقية والثقة “Ethos“: وتهدف الى استثمار المصداقية أو ثقة الجمهور بشخصية ما مثلًا!. وهي الوسيلة التي تستخدم في الإعلانات والحملات الإعلامية وما يطلق عليها روح القيم أو جاذبية الثقة; كما هو الحال عندما تقوم بعض الشخصيات العامة أو الأشخاص الذين يثق بهم الجمهور بالتسويق لفكرة أو منتج معين.

– الإقناع بالمنطق والدليل “logos“: المنطق هي تقنية إعلامية تتم عن طريق الاستشهاد بمعلومات مهمة أو حقائق وإحصائيات ذات مراجع موثوقة كمنظمة الصحة العالمية مثلًا في حالة فايروس كورونا, أو من الممكن أن تكون عبارة عن بعض المقارنات التاريخية للإثبات والشرح. لإقناع الجمهور عن طريق العقل والمنطق وتحقيق هدف الرسالة; بمعنى أن منشئ الرسالة استخدم الحجة والدليل لإقناعك بمحتواه.

ما قبل البناء! مالذي عليك فعله لإنشاء رسالة فيديو ناجحة؟

يبدو الانتقال من الرغبة في إنشاء فيديو إلى فعل ذلك معقدًا بعض الشيء! ولكنه في حقيقته أبسط من ذلك, فبغض النظر عن الميزانية أو الغرض من الفيديو, يوجد خطوات أساسية يتم من خلالها إنشاء كل رسالة مصورة (فيديو), انطلاقًا من الفكرة الأولى وصولًا إلى عرضه النهائي, ألخصها لك في نقاط بسيطة وسهلة ومتسلسلة.

1– نقاط ذات أولوية: قبل أن تبدأ بالتخطيط وتحديد هدف الفيديو, من الجيد أن تأخذها قاعدة عامة لكل عمل تقوم به, وهي: اختر فريقًا, واختره بعناية دومًا فهم سبب رئيس لنجاح العمل أو نجوميته. ثم بعد ذلك انطلق في التخطيط للفيديو من قاعدة رسالة النجوم: خير الكلام ما قل ودل; فإذا كانت مدته أقل من 60 ثانية فإن ثلثي من يصلهم سيشاهدونه, وإن كان بين 2-4 دقائق فهذا جيد وإن زدت قل المشاهدون حتى النهاية, وبجعلك الفيديو بالصوت والصورة لا أحدهما فقط, تساعد الناس أن تتذكر 70% من رسالتك.

2– تحديد المراحل من الفكرة إلى الثمرة: ابدأ في مرحلة العصف الذهني وتدوين الأفكار التي تخدم الهدف من الفيديو. وخلالها حدد كيف سيكون تسلسل أفكار الفيديو ومن ثم اخلق الصورة المبدأية للفيديو التي في ذهنك على الورق. وعليه حدد من هم جمهورك المثالي؟ ومن عملاؤك المستهدفون من تلك الرسالة وما هي شخصية المشتري لرسالتك على اعتبار أنهم أشخاص حقيقيون تستهدفهم. أخيرًا من الفكرة: أين سيتم عرض الفيديو, وما هي الميزانية المحددة له؟

3- اختر ردة الفعل التي تريدها من الجمهور: الوعاء الحامل لفعالية رسالتك هو الوسيلة وذلك يتم بداية من خلال إخبار جمهورك من أنت. ومن ثم إخبارهم عن قضيتك أو منتجك والقيمة التنافسية التي تقدمها, أو بمعنى آخر لماذا يشتري بضاعتك ولا يشتري من غيرك!. وخلالها براعة استخدامك للوسائل الإعلامية تحدد, فهل تريد أن تجعل الجمهور يضحك أو يتأثر؟ هل تريد أن تروي لهم قصة, أو أن تكسب تأييدهم لقضية ما؟ أو ربما تريد منه الضغط على زر “تبرع الآن” أو “سجل معنا” عند انتهائه من الفيديو.

4- كيف سيبدو الفيديو: بعد أن حددت هدفك, جمهورك ومدة الرسالة, والنبرات التي ستستخدمها لابد أنه أصبح بين يديك كمّ من الملفات والأوراق, ولكنك لم تحدد النمط المرئي للفيديو أو كيف سيبدو! فبناء على أهدافك وميزانية عملك لابد أن تحدد من بين مئات الأنماط هل سيكون فيديو أنميشن على أنواعه المكلفة مثلًا, أم سيكون تمثيليا يظهر فيه أشخاص حقيقون, أو ربما بتسجيلك لشاشة الهاتف أو الكمبيوتر تحقق الهدف؟ لتحديد ما الأنسب راجع هدفك واتجاهك الإبداعي ونغمتك ومدتك التي اخترتها.

5- رسم خرائط الفكرة: حتى الآن ستكون قد أجريت الكثير من أعمال التخطيط المسبق التي سوف تنتهي بإجراء أخير وهي النصوص وتحدد بناء لتحديدك نمط الفيديو وفي الغالب ستحتاج السيناريو (النص) وإلى السكريبت، حيث تقوم بتقسيم المشاهد والأفكار في جدول زمني تحدد مدة كل فكرة وموقعها, بينما في الستوري بورد سيكون الأمر أكثر عمقًا وتخصصًا وهو الرسم الفعلي لتلك المشاهد. حتى الآن أصبحت رسالة الفيديو جاهزة للتصميم! لم يكن الأمر صعبًا صحيح؟

العمل الأهم دوما هو ما يتم خلف الكواليس و قبل حتى تشغيل الكاميرا حيث يتم الإبداع!

الخاتمة – تخصصي ولكن يجب فهمه لتفكيكه أو بناءه

عرف المقال الرسالة الإعلامية بأنها عملية بناء تخصصي تحتاج جهداً وصولًا لإتقانها من خلال إعداد فني تقني إبداعي يسعى لتحقيق أهداف تلك الرسالة الإيجابية و/أو السلبية. وسعى إلى تبسيط ومضات لغير المتخصصين ممن يودون إنشاء محتوى فيديو في سبيل مساعدتهم على إعداد وتقديم رسالتهم. حيث إن المقال واحد من سلسلة؛ ثانيها توظيف التلفزيون الرقمي لخدمة القضايا.

 

تاريخ النشر: 10-2020